الجلوكوما الثانوية في العين| الأسباب، الأعراض، والعلاج الفعّال

الجلوكوما الثانوية في العين| الأسباب، الأعراض، والعلاج الفعّال

الجلوكوما الثانوية في العين تُعد حالة شائعة تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين نتيجة لعوامل خارجية مثل التهابات العين أو استخدام الكورتيزون بشكل مفرط. على عكس الجلوكوما الأولية، تنجم هذه الحالة عن مشكلات صحية أخرى قد تؤثر بشكل مباشر على صحة العين ووظائفها. إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب، فقد تؤدي إلى تلف العصب البصري وفقدان تدريجي للرؤية.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على أسباب الجلوكوما الثانوية، وأعراضها الشائعة مثل ضغط العين المرتفع وضبابية الرؤية، بالإضافة إلى الطرق الفعّالة لعلاجها، التي تشمل القطرات الطبية، العلاج بالليزر، أو التدخل الجراحي. كما سنناقش علاقتها بـ الجلوكوما المفتوحة الزاوية والجلوكوما المغلقة الزاوية، وأهم النصائح للوقاية منها الدكتور . نادر ممتاز يقدم خدمات متخصصة لتشخص وعلاج الجلوكوما الثانوية في العين باستخدام أحدث التقنيات لضمان صحة العين والحفاظ على جودة الرؤية لمرضاه. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن هذه الحالة وكيفية التعامل معها بفعالية.

الجلوكوما الثانوية في العين

الجلوكوما الثانوية في العين  هي نوع من أنواع الجلوكوما تحدث نتيجة حالة أو مشكلة طبية تؤثر على العين، مثل التهابات العين، إصابات العين، أو استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون. تختلف عن الجلوكوما الأولية في أنها ليست حالة ذاتية، بل نتيجة لعوامل خارجية أو أمراض أخرى تؤثر على ضغط العين.

من أعراض الجلوكوما الثانوية الشعور بـ ضغط على العين، احمرار العين، ألم العين، وضبابية الرؤية. في الحالات المتقدمة، قد تتسبب في تلف العصب البصري، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للرؤية. يعتمد علاج الجلوكوما الثانوية على السبب الأساسي، وقد يشمل استخدام قطرات العين لتقليل ضغط العين، العلاج بالليزر، أو التدخل الجراحي للحفاظ على صحة العين ومنع المضاعفات.

مضاعفات العلاج بقطرات الكورتيزون

إن ارتفاع ضغط العين يعد من أهم الآثار الجانبية لاستخدام قطرات الكورتيزون، وكثيرًا ما تُستخدم هذه القطرات بصورة غير سليمة من قبل المرضي أو بعض الأطباء الذين يغفلون أحيانًا عن تنبيه المريض بعدم استخدام هذه القطرات أو تكرارها دون إشراف الطبيب المعالج.

ويجدر بالذكر أيضًا أن كثير من الصيدليات تصرف هذه القطرات دون وصفة طبية، فالكثير من المرضي المصابون بحساسية مزمنة كالرمد الربيعي يستخدمون هذه القطرات بصفة مستمرة؛ وذلك لأنها تحد من الأعراض المرضية دون إشراف طبي؛ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في ضغط العين يتسبب في تلف قرص العصب البصري، ولا يُكتشف في الغالب إلا عن طريق الصدفة أو عندما يشكو المريض من قصر النظر أو فقدان جزء هائل من مجال الرؤية.

وننوه إلى أن التغيرات التي تحدث بالعين وتتسبب في زيادة التوتر جراء استخدام قطرات الكورتيزون تكون مؤقتة في بداية الأمر وقد تنتهي تمامًا عندما يتوقف المريض عن استخدامها؛ فيعود ضغط العين إلى معدله الطبيعي، ولكن إذا استمر استخدامه لها لمدة طويلة فإن الضرر الناتج عن ذلك يظل موجودًا حتي بعد التوقف عن استخدام القطرات المسببة؛ ولا ينخفض ضغط العين مرة أخرى، ويحتاج المريض في هذه الحالة خضوع إلى وسائل علاج الجلوكوما الثانوية في العين، سواء بالجراحة أو الليزر.

جلوكوما الأوعية المستحدثة

ويعد هذا النوع من أخطر أنواع الجلوكوما الثانوية في العين، وينجم عن تكون أوعية دموية مرضية على شبكة التصريف؛ مما يؤدي إلى تليف والتصاق سطح القزحية بجدار القرنية من الجهة الخلفية، كما يحدث انسداد لمجرى التصريف أمام سائل العين الداخلي؛ فينجم عنه ارتفاع حاد في ضغط العين.

وهذه الحالة تنجم عن مضاعفات بعض أمراض شبكية العين، وبصفة خاصة مضاعفات الاعتلال الشبكي السكري، وجلطة وريد الشبكية الرئيسي أو الفرعي، ولذا يتم تشخيص هذه الحالة من خلال علامات المسبب الرئيسي للمشكلة في شبكية العين، فضلًا عن ارتفاع ضغط العين وتضييق زاوية التصريف في وجود الأوعية الدموية المرضية على القزحية.

ويعد الوقاية من هذه الحالة أفضل بكثير من علاجها؛ نظرًا لضعف نتائج العلاج الدوائي أو الجراحي، ولذا يجب على الطبيب المعالج لحالات اعتلال الشبكية السكري ألّا يتوانى في علاج الشبكية بكل الطرق حتي يمنع تكون الأوعية الدموية المرضية فلا تنتقل إلى الجهة الأمامي من العين وتسبب جلوكوما الأوعية المستحدث

وأما بالنسبة لطرق العلاج فهي تكون باستخدام القطرات؛ لخفض ضغط العين، وقطرات الكورتيزون؛ للتقليل من حدة الالتهابات في العين جنبا إلى جنب مع علاج المرض الرئيسي للشبكية. وبعد استقرار حالة الشبكية قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي أيضًا لعلاج ضغط العين المرتفع، وذلك من خلال تركيب صمام أنبوبي أو الخضوع لعملية تصريف نافذة أو إجراء كي بليزر دايوود للجسم الهدبي في العين.

ويجب شرح طرق العلاج المختلفة للمريض والنتيجة المتوقعة واحتمالية الخضوع لأكثر من وسيلة؛ لخفض الضغط وعلاج المرض.

زيادة صبغيات العين (الزرق الصباغي)

وهو أحد أنواع الجلوكوما الثانوية في العين، والتي تحدث للشباب من سكان البحر المتوسط الذين يعانون من قصر اانظر، وتنجم عن انبعاث جزيئات صبغية من الميلانين من الجهة الخلفية للقزحية، وتطفو مع سائل العين أثناء خروجه عبر شبكة التصريف؛ فتترسب في الشبكية وتتسبب في انسدادها، مما يقلل من تصريف السائل الداخلي، ويزداد الضغط ويسبب جلوكوما ثانوية في العين.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من المرضي قد يكونوا مصابون بزيادة ترسب جسيمات صبغية بالعين رغم أنهم لا يعانون من المياه الزرقاء في العين ، ولذا يتم مراقبة هذه الحالات فقط دون تقديم علاج طبي لهم لا عند ظهور بوادر ارتفاع ضغط العين مع بدايات تلف للقرص العصب، فهي تعالج بنفس خطوات علاج المياه الزرقاء الأولية مفتوحة الزاوية.

متلازمة التقشر الكاذب

وتحدث هذه الحالة عادةً لدى كبار السن، إذ يحدث تقشر لسطح العدسة البللورية، لتترسب في مناطق مختلفة من الجهة الأمامية للعين، ويتضمن ذلك  شبكة التصريف الداخلية، مما يتسبب في انسدادها وارتفاع ضغط العين وإلحاق ضرر لقرص العصب البصري.

وتعامل هذه الحالة نفس معاملة جلوكوما الزاوية المفتوحة، مع التنويه أن نتيجة العلاج الجراحي قد تكون نسبة نجاحها ضعيفة، ونسبة حدوث المضاعفات كبيرة.

مضاعفات المياه البيضاء

إن عمليات الكتاركتا تعد من أكثر العمليات شيوعًا في طب العيون، وهي عبارة عن نزع لمادة العدسة البللورية المعتمة مع ترك الجزء الخارجي ؛ لوضع عدسة صناعية محلها تقوم بنفس وظيفتها في انكسار أشعة الضوء علي الشبكية.

ويعتبر ارتفاع ضغط العين أحد مضاعفات عملية المياه البيضاء في العين دون حدوث أي مضاعفات وقت العملية، وتكون هذه التغيرات مؤقتة وتقل بشكل تدريجي عند استخدام قطرات الضغط، وفي حال حدوث أي مضاعفات أثناء العملية، مثل قطع الحافظة الخلفية أو فقد للجسم الزجاجي أو فقد للحجرة الأمامية أو الاستخدام المفرط لقطرات الكورتيزون عقب العملية ، فقد يتسبب ذلك في ارتفاع ضغط العين، ومن ثم الإصابة بالجلوكوما الثانوية في العين.

ويُعالج ارتفاع ضغط العين باستخدام القطرات، والتعامل مع السبب الرئيسي لارتفاع ضغط العين،  سواء بالجراحة أو بالليزر أو باستخدام الأدوية.

مضاعفات التهابات القزحية

إن التهابات القزحية الحادة أو المزمنة قد تتسبب في حدوث مشكلة تتعلق بإفراز أو تصريف سائل العين، وينجم عن ذلك تغير لضغط العين الداخلي سواء بالزيادة أو النقصان، ولذا نجد حالات الالتهاب القزحي الحاد تكون مصاحبة بانخفاض شديد لضغط العين نتيجة تثبيط خلايا الجسم الهدبي التي تقوم بإفراز ماء العين.

وبخلاف ذلك تتسبب الالتهابات المزمنة للقزحية في ارتفاع ضغط العين لأغلب الحالات؛ نتيجة للإصابة بتليف والتصاق زاوية الحجرة الأمامية وشبكة التصريف معًا، مما يتسبب في إعاقة خروج ماء العين من خلالها ويصاب المريض بالجلوكوما الثانوية في العين، والتي تعرف بالزرق التهابي “inflammatory glucoma”.

ومن المضاعفات التي تسببها التهابات القزحية أيضًا حدوث التصاق بين بؤبؤ العين والعدسة البللورية تحتها، مما يعيق مرور سائل العين من الحجرة الخلفية إلى الحجرة الأمامية، ويتسبب في احتباس السائل وراء القزحية، وينجم عن ذلك ارتفاع شديد في ضغط العين مع الجلوكوما الثانوية في العين.

الإصابات الرضية والنزيف الداخلي

-.الإصابة الرضية تعني إصابة العين بجسم غير حاد ا يُحدث جرحًا مفتوحًًا في مقلة العين، وتحدث هذه الإصابات بقبضة اليد أو كرة أو حجر أو أن تصطدم العين بجسم غريب.

ولا تسبب هذه الإصابات عادةً تهتك داخلي في أنسجة العين، وبصفة خاصة تلك الموجودة في الجهة الأمامية من المقلة، ولكن ينتج عنه نزيف داخلي في الحجرة الأمامية أو تمزق لشبكية التصريف، وهو ما يتسبب في ارتفاع ضغط العين وحدوث زرق نزفي.

مضاعفات العمليات الجراحية داخل العين

يحدث ارتفاع في ضغط العين بعد العملية بصفة مؤقتة، ثم يعود إلى معدله الطبيعي خلال أسابيع قليلة ولا يتطلب أكثر من استخدام إحدى أنواع القطرات المخفضة للضغط خلال هذه الفترة.

ومن العوامل المسببة لارتفاع ضغط العين مع عملية الشبكية استعمال بعض المواد، مثل زيت السيليكون أو غاز البيرفلوروكربون وتركه داخل العين لمدة من الزمن، ويحتاج المريض أثناء ذلك زيادة أدوية ضغط العين حتى تزول هذه المواد من العين.

ومن أكثر العوامل المسببة لارتفاع ضغط العين بعد العملية استخدام قطرات الكورتيزون لمدة طويلة، ولذا يجب علي طبيب العيون متابعة الضغط بصفة مستمرة خلال فترة استخدام قطرات الكورتيزون.

كيف يتم تشخيص هذه الأنواع في مراحلها المبكرة؟

تتسم مسببات الجلوكوما الثانوية في العين بوجود علامات وأعراض تدل علي العامل المسبب لها، ولذا يجب علي الطبيب التنبه حين يجد أحد هذه العلامات، وأن يتذكر أن هذا المرض قد يتسبب في زيادة ضغط العين والإصابة بالجلوكوما الثانوية في العين، مما يدفعه إلى قياس ضغط العين بصفة دورية، بالإضافة إلى فحص زاوية التصريف وكذلك قرص العصب البصري، ومن خلال هذه الطريقة يستطيع اكتشاف المياه الزرقاء في بداياتها؛ ليُسرع في علاجها.

ما هي المضاعفات المتوقع حدوثها ونسبة حدوث العمي من الجلوكوما الثانوية في العين؟

تنقسم المضاعفات إلى نوعين: مضاعفات تنجم عن المرض الأصلي ومضاعفات تنجم عن الجلوكوما، بالنسبة لمضاعفات الجلوكوما فتتمثل في تلف العصب البصري وفقد جزء من مجال الرؤية، فضلًا عن زيادة صعوبة المرض الأصلي، وبالتالي ندخل في حلقة مفرغة، فعدم علاج المرض الأساسي يتسبب في حدوث الجلوكوما الثانوية في العين، وعدم علاجها يتسبب في عدم القدرة على علاج المرض الأصلي.

وتعتبر الجلوكوما الثانوية في العين من أخطر الأنواع التي تُسبب العمى؛ إذ تصل نسبة فقدان البصر في كثير من الحالات إلى أكثر من 50%، وقد يرجع ذلك إلى صعوبة علاج بعض هذه الأنواع من الجلوكوما أو نتيجة الضرر الملحق بالعين من المرض الأصلي الذي تسبب في الجلوكوما.

علاج تلف العصب البصري

تلف العصب البصري هو حالة غير قابلة للإصلاح بشكل كامل، حيث إن الألياف العصبية التالفة لا يمكن استعادتها. ومع ذلك، يمكن تقليل تطور المشكلة من خلال إدارة الأسباب المؤدية لها. يعتمد العلاج على الحالة لأساسية، مثل ارتفاع ضغط العين في حالات الجلوكوما، والذي يُعالج باستخدام قطرات العين التي تقلل الضغط، أو التدخل بالليزر أو الجراحة لتحسين تصريف السوائل.

ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالجلوكوما الثانوية في العين؟

من أهم سبل الوقاية من الجلوكوما الثانوية في العين : التشخيص الدقيق وعلاج أمراض العين بصورة سليمة مع التوعية الكاملة للمرضى بأهمية الالتزام بالعلاج الموصوف، وكذلك المتابعة المستمرة وبصفة خاصة مع أصحاب الأمراض المزمنة.

كما ينبغي توعية المرضى عند استخدام قطرات الكورتيزون وضرورة الإشراف الطبي لهذه القطرات سواء لأمراض الحساسية أو الأمراض المزمنة أو بعد الخضوع للعمليات الجراحية.

 في الختام الجلوكوما الثانوية تحدث نتيجة عوامل تؤثر على صحة العين مثل التهابات العين، إصابات العين، أو استخدام الكورتيزون الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين. يُمكن أن تكون هذه الحالة مرتبطة بـ الجلوكوما المفتوحة الزاوية أو الجلوكوما المغلقة الزاوية، حيث تعيق تصريف السوائل داخل العين وتؤثر على صحة العصب البصري. هذه الحالة تختلف عن الجلوكوما الأولية، حيث أن الجلوكوما الثانوية لها أسباب واضحة يمكن معالجتها إذا تم اكتشافها مبكرًا.

تشمل أعراض الجلوكوما الثانوية الشعور بـ ضغط العين المرتفع، تلف العصب البصري، وضعف تدريجي في الرؤية قد يصل إلى فقدان الرؤية بسبب الجلوكوما إذا لم يتم العلاج. من مضاعفات هذه الحالة التأثير السلبي على الرؤية اليومية نتيجة أمراض العين المزمنة. يعتمد تشخيص الجلوكوما الثانوية على فحص دقيق لـ العصب البصري وضغط العين، وقد يشمل العلاج استخدام الأدوية أو التدخل الجراحي لعلاج الجلوكوما في الحالات المتقدمة، مما يساعد على تقليل خطر المضاعفات وحماية الرؤية لمعرفة المزيد يمكنك التواصل مع عيادة الدكتور نادر ممتاز وخجز موعد

الاسئلة الشائعة

ما هي الفروقات الرئيسية بين الجلوكوما الثانوية والجلوكوما الأولية؟

تختلف الجلوكوما الثانوية عن الأولية فيما يتعلق بسبب زيادة ضغط العين، حيث تنجم الثانوية عن أسباب خارجية مثل التهابات العين أو الإصابات، بينما تحدث الجلوكوما الأولية بدون سبب واضح.

ما هي المضاعفات الشائعة لاستخدام قطرات الكورتيزون في العين؟

من أهم المضاعفات ارتفاع ضغط العين وتلف قرص العصب البصري، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالجلوكوما الثانوية.

مقالات ذات صلة