الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء على العين يكمن في أسبابهما وأعراضهما وطرق التعامل معهما. تحدث المياه البيضاء، أو الكتاركتا، عندما تفقد العدسة البلورية داخل العين صفاءها الطبيعي، مما يؤدي إلى ضعف الإبصار وظهور عتامات في الرؤية. أما المياه الزرقاء، أو الجلوكوما، فتتسبب في تدمير الألياف العصبية في العين، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للرؤية، بدءًا من مجال الرؤية الطرفي وصولاً إلى الرؤية المركزية. من المهم جداً للمرضى فهم الاختلافات بين المرضين لتمييز الأعراض والحصول على العلاج المناسب.
المياه البيضاء والزرقاء على العين تختلفان في أسبابهما وأعراضهما، مما يؤدي إلى اختلاف في طريقة التعامل معهما. يشير الدكتور نادر ممتاز إلى أن المياه البيضاء تحدث عندما تفقد العدسة البلورية صفاءها الطبيعي، مسببة عتامات تعيق وصول الضوء إلى شبكية العين، مما يؤدي إلى ضعف الإبصار وضبابية الرؤية. أما المياه الزرقاء (الجلوكوما)، فتتسبب في فقدان مجال الرؤية تدريجياً، مع تقدم المرض يتأثر الرؤية المركزية ويصبح المريض يعاني من فقدان النظر.
يتساءل كثيرًا من المرضى سؤال هام، وهو أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء؟ ويمكن معرفة درجة الخطورة والفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين من خلال معرفة فلسفة العلاج في كل من المرضين، فبينما يكون العلاج عند مريض الكتاركتا بإزالة العتامات الموجودة داخل العدسة واستبدالها بعدسة صناعية شفافة، مما يزيل العوائق أمام شعاع الضوء في طريقه إلى شبكية العين، وبذلك يستعيد المريض بصره بشكل كامل.
أما في حالة المياه الزرقاء، فإن ضعف الإبصار ينتج عن فقده للخلايا العصبية في الشبكية والعصب البصري، وهذه الخلايا لا تتجدد من تلقاء نفسها إذا تلفت، ولهذا يكون فقد النظر دائم ولا يمكن استرجاعه، ويكون العلاج في هذه المرحلة المتقدمة من الجلوكوما موجه للحفاظ علي ما تبقي من النظر، وليس لاستعادة ما تم فقده من قبل، وبهذا نكون قد تعرفنا على الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء على العين.
وهنا قد أجبنا على سؤال أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء من خلال معرفة طرق علاج كلا المرضين.
وبعد أن تعرفنا على الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، نذكر أنه في أغلب الحالات تصيب الكتاركتا والجلوكوما كبار السن، وقد يتزامن وجود الاثنين معا في نفس العين في وقت واحد؛ بحيث يحضر المريض للفحص، يشكو من ضعف الإبصار، فيلاحظ الطبيب وجود تعتيم بعدسة العين البللورية (كتاركتا)، وفي نفس الوقت يكتشف ارتفاع بضغط العين مع تكهف بقرص العصب البصري (جلوكوما).
ومن خلال الاجابة علي سؤال هل تتحول المياه البيضاء إلى زرقاء؟ يجب أن نوضح أن مرض المياه البيضاء لا يتحول بشكل مباشر إلى مرض المياه الزرقاء؛ حيث أن كل مرض له طبيعة وأسباب خاصة به، وقد سبق ذكرها.
ورغم أن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء يكون جليًا، إلا هناك علاقة تربطهما معًا، وهي علاقة سببية في بعض الحالات؛ كأن تتسبب بعض حالات المياه البيضاء في حدوث مياه زرقاء أو العكس. ومن أمثلة ذلك، بعض حالات الكتاركتا التي تتمدد فيها العدسة وتنتفخ، مما يدفع القزحية للأمام ويؤدي الي الضغط علي زاوية التصريف وغلقها أمام خروج ماء العين للخارج، فينتج عنه زيادة ضغط العين وحدوث جلوكوما ثانوية حادة.
كذلك إذا أهملت الكتاركتا لوقت طويل، يحدث ضعف بالكبسولة الخارجية للعدسة وتخرج بعض البروتينات من داخل العدسة الي الحجرة الأمامية، وتترسب في شبكة التصريف بزاوية العين وتتسبب في زيادة ضغط العين، وحدوث مياه زرقاء ثانوية.
وعلى الجانب الآخر، فإن بعض القطرات الطبية المستخدمة لعلاج الجلوكوما، قد ينتج عنها حدوث عتامات بعدسة العين (مياه بيضاء)، وكذلك قد يتسبب التدخل الجراحي لعلاج الجلوكوما بحدوث كتاركتا مضاعفة في بعض الأحيان.
وفي ضوء الحديث حول الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء، ننوه إلى أنه إذا كان المريض يعاني من الكتاركتا والجلوكوما معا، فإن استراتيجية العلاج تعتمد علي حجم الضرر الذي أحدثه كل على حدة؛ فإذا كانت الجلوكوما بسيطة أو متوسطة في تأثيرها علي العصب البصري وضغط العين في الحدود الطبيعية بالقطرات الطبية، بينما يشكو المريض من ضعف الإبصار لزيادة كثافة المياه البيضاء، يكون القرار في هذه الحالة إزالة الكتاركتا فقط ومتابعة الجلوكوما بالعلاج الدوائي.
وعلى الجانب الآخر، وفي ظل موضوعنا حول الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء، لا بد من معرفة أنه إذا كانت حالة الجلوكوما متقدمة ولا يمكن السيطرة على ضغط العين بالقطرات، بينما تبدو كثافة المياه البيضاء خفيفة، فتكون الأولوية في العلاج الجراحي للجلوكوما لوقف تطور المرض مع متابعة الكتاركتا وحدة النظر لدى المريض وتحديد إمكانية إزالتها في وقت لاحق إذا زادت كثافتها.
وفي أحيان كثيرة يكون الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء من حيث شدة المرض متقاربًا؛ بحيث تكون المياه البيضاء كثيفة وتؤثر على النظر، وكذلك المياه الزرقاء متوسطة أو شديدة، وفي هذه الحالات يتم إجراء العمليتين معًا في آن واحد؛ فيقوم الجراح بإزالة المياه البيضاء وزرع العدسة الصناعية داخل العين، ثم يقوم بإجراء العملية المحددة، لتخفيض ضغط العين والسيطرة علي المياه الزرقاء و يجب التنبيه عل الاهتمام بفترة النقاهة بعد عملية المياه البيضاء أو الزرقاء.
لا يمكن التحدث عن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء دون ذكر أهم مزايا وعيوب إجراء العمليات المشتركة لهما معًا، وهي:
ونظرًا لوجود الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء الواضح، أظهرت بعض الدراسات التفوق في النتائج للإجراء الجراحي المنفرد؛ سواء الكتاركتا (التحسن في النظر) أو الجلوكوما (خفض ضغط العين) على الجراحة المزدوجة للمرضين معا، ولهذا لا نلجأ للجراحات المزدوجة للمياه البيضاء والزرقاء إلا إذا استدعت الضرورة ذلك.
وفيما يتعلق بموضوعنا حول الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء، نشير إلى أن التطور المذهل في عمليات المياه البيضاء وزراعة العدسات باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية أو الفيمتو ليزر، جعل علاج الجلوكوما جراحيا بإزالة الكتاركتا أو إزالة العدسة البللورية -حتى ولو لم تكن معتمة- واستبدالها بعدسة صناعية رخوة، أصبح مقبولا في المحافل العلمية الدولية؛ وذلك للأسباب التالية:
إذا تمت عملية المياه الزرقاء على يد طبيب جراح ماهر فهي ليست خطيرة؛ خاصة بعد التقدم العلمي والاعتماد علي الليزر فى إجراء مثل هذه العمليات.
مرض المياه البيضاء هو عبارة عن عتامة في عدسة العين حيث تتحول العدسة الشفافة التي توجد داخل العين إلى عدسة معتمة؛ مما يسبب حجب الرؤية، أما المياه الزرقاء هي حدوث تهتك فى الأعصاب البصرية؛ ويكون ذلك نتيجة ارتفاع ضغط العين عن معدله الطبيعى. هل عملية المياه الزرقاء خطيرة؟
ما الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين؟