الاشتباه في وجود المياه الزرقاء إن المياه الزرقاء، أو الجلوكوما، تُعتبر من الأمراض الخطيرة التي تُهدد صحة العين والرؤية. الدكتور نادر ممتاز، أحد أبرز أطباء العيون في هذا المجال، يوضح أن تشخيص الجلوكوما يتطلب فحوصات دقيقة ومتابعة مستمرة.
حيث يمكن أن تتسبب الجلوكوما في تلف العصب البصري وفقدان البصر إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب. في هذا المقال، سنستعرض معًا بعض الحالات التي تُثير الاشتباه في وجود المياه الزرقاء وكيفية التعامل معها لتجنب تطور المرض والحفاظ على صحة العيون
إن تشخيص المياه الزرقاء لا يحدث إلا بعد إصابة العصب بضرر جسيم، تأثر معه وظيفة العصب الرئيسية، وهي إرسال الإشارات العصبية من الشبكية وحتى مراكز المخ؛ ليتم ترجمتها إلى صورة مرئية.
ولذا ربما نجد بعض الأعراض التي تحث على الاشتباه في وجود المياه الزرقاء علي العين عند المريض، لكنه لا يعاني حقيقةً من المرض؛ لعدم التيقن من وجود ضرر بالغ في العصب ” سواء بالفحص الاكلينيكي أو بالفحوص الخاصة بذلك.
من أمثلة هذه الحالات أن نرى لدى المريض درجة هائلة من التكهف، أو انبعاج قرص العصب البصري، بينما يظل ضغط العين طبيعي وفحص مجال الرؤية أيضًا سليم.
وقد نجد عند مرضى آخرين أن ضغط العين لديهم أعلي من مستواه الطبيعي (10 – 20 مم زئبق)؛ ولكن يحتفظ قرص العصب البصري بسلامته، ولا يُصاب بأي تغيرات مرضية في مجال الرؤية.
لقد سمعت قرارات مختلفة من الأطباء فالبعض يجزم إصابتي بالمياه الزرقاء، وعليَّ أن أبدأ في العلاج فورًا، ومن يؤكد أن ذلك مجرد اشتباه في وجود المياه الزرقاء، ولا تحتاج علاج، فهل يوجد خط فاصل بين الاشتباه في وجود المياه الزرقاء أو حدوثها بالفعل؟
إن الفيصل في الأمثلة المذكورة هو مقدار الضرر الذي انتاب العصب البصري، وتسبب في ظهور تغيرات معينة في مجال الرؤية. ففي هذه الحالات لا بد من بدء العلاج فورًا.
أما بالنسبة للأعراض التي تسبق هذه المرحلة فيمكن اعتبارها ضمن حالات الاشتباه في وجود المياه الزرقاء، والتي لا تحتاج إلى علاج طبي في الغالب، إلا عندما يكون المريض حاملًا لعوامل خطورة مهمة تجعل احتمالية إصابة عصبه بالضرر راجحًا بنسبة كبيرة. وفي هذه الحالة يكون قرار البدء في العلاج مقبولا، وبعد التشاور مع المريض وتعيين عوامل الخطورة والهدف من العلاج.
إن الحالات التي تعاني من الاشتباه في وجود المياه الزرقاء، وتحمل عوامل الخطورة التي تُنذر باحتمالية تقدم الوضع إلى ضرر بالغ بالعصب البصري أكثر من غيرهم بنسب متفاوتة لتقدم الحالة إلى جلوكوما صريحة.
إذا تم الاشتباه في وجود المياه الزرقاء بد الخضوع للفحص الاكلينيكي، وذلك من خلال ظهور علامات المياه الزرقاء، فإن الطبيب يبدأ في إجراء فحوصات معينة للعين، وعند ثبوت عدم إصابة العصب البصري بضرر جسيم، يُصنف المريض على أنها ضمن حالات الاشتباه في وجود المياه الزرقاء.
وفي حال كانت عوامل الخطورة لا تستدعي بدء علاج لارتفاع ضغط العين، ينضم المريض لبرنامج متابعة دورية تستمر لمدة 6 شهور إلى سنة؛ لمراقبة التغيرات الموجودة.
إن المطلوب من المريض عند وصوله إلى هذه الحالة هو الالتزام بمواعيد المتابعة، والحفاظ على الصحة العامة وكذلك الحصول على تغذية سليمة، وممارسة الرياضة، وعدم الشعور بالضيق أو الاستسلام للإحساس بالمرض، وأن يقتنع تمامًا بأن هذه التغيرات التي أصابت العين هي مجرد تغيرات فسيولوجية طبيعية، وقد لا تتطور ابدًا لمياه زرقاء صريحة.
نعم، قد تكون هناك فرصة ألا تكون مصابًا بالجلوكوما بعد الاشتباه في وجود المياه الزرقاء بالفحص والأعراض. تشخيص المياه الزرقاء يتطلب وجود ضرر جسيم في العصب البصري، وربما تظهر بعض الأعراض دون وجود ضرر فعلي بالعصب.
من أمثلة هذه الحالات أن يكون لدى المريض تكهف أو انبعاج في قرص العصب البصري، بينما يظل ضغط العين طبيعي وفحص مجال الرؤية سليم. أو قد يكون ضغط العين أعلى من مستواه الطبيعي (10-20 مم زئبق) لكن قرص العصب البصري سليم. هل هناك فرصة ألا أكون مصابًا بالجلوكوما بعد الاشتباه في وجود المياه الزرقاء بالفحص والأعراض؟
ما هي الحالات التي تحث على الاشتباه في وجود المياه الزرقاء ولا يعتبر المريض مصابًا بها؟