في هذه المقالة، سنتناول بالتفصيل موضوع المياه الزرقاء في العين عند الرضع، ونتعرف على أعراض الجلوكوما عند الأطفال، ونسبة نجاح عملية المياه الزرقاء عند الأطفال. كما سنجيب على السؤال الشائع حول ما إذا كان مرض الجلوكوما وراثياً. الدكتور نادر ممتاز، استشاري طب وجراحة العيون، يقدم لنا insights حول هذا المرض الخطير وكيفية التعامل معه لضمان أفضل النتائج للمرضى الصغار.
الجلوكوما أكثر شيوعا عند كبار السن، ولكن جميع الأعمار عرضة للإصابة بالمرض بدءًا من الولادة وخلال السنوات الأولي من العمر، وتوجد بعض أنواع الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة تصيب الأطفال في مرحلة الصبا (بدءا من عمر ٥ سنوات إلى فترة البلوغ)
للمزيد عن :
العلاقة بين المياه الزرقاء وتصحيح الإبصار
علاج المياه الزرقاء في العين
هل تؤدي المياه الزرقاء الى فقد البصر
أنواع الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة كالتالي:
هي نوع من أنواع المياه الزرقاء في العين عند الرضع وتحدث للطفل من عمر يوم واحد وحتى ثلاث سنوات ولا يعاني الطفل من عيوب خلقية أخري في العين أو الجسد. وهذا النوع هو الأكثر شيوعا في هذه المرحلة العمرية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط (نسبة حدوثه عالميا 1/1000 حالة، بينما في مصر والسعودية تصل النسبة الي 1/250 حالة)
يعاني الطفل من عيوب خلقية متعددة في طبقات مختلفة في العين أو أعضاء مختلفة في الجسد.
، وتعتبر أكثر الأنواع شيوعا وتحدث كمضاعفات ثانوية لأمراض أخري، مثل التهابات القزحية لدي الأطفال أو الإصابات الرضية للعين أو بعد عمليات المياه البيضاء الخلقية للأطفال. أحد هذه الأسباب الخطيرة والتي نستطيع تفاديها هو استخدام قطرات ومراهم الكورتيزون في العين لمدة طويلة وبدون اشراف طبي، وذلك عند علاج أمراض حساسية العين مثل الرمد الربيعي.
، وهي تصيب الأطفال من سن 5 سنوات، وتشبه إلى حد كبير جلوكوما الزاوية المفتوحة الأولية لدي الكبار، ويكون ضغط العين مرتفع بنسبة كبيرة (قد تصل الي 50 مم زئبق)، ويعاني الطفل من قصر نظر وتأثر شديد بقرص العصب البصري ومجال الرؤية.
تمن أهم الأسئلة التي يتم السؤال عنها كثيرا هل مرض الجلوكوما وراثي؟ وتكون الإجابة بأن عامل الوراثة يظهر بوضوح في بعض الأنواع، مثل زرق الأحداث وبعض العيوب الخلقية المصحوبة بجلوكوما خلقية.
يمكن التعرف على الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة بملاحظة أعراض الجلوكوما عند الأطفال مثل تغير في حجم العين (حجم الجزء الملون من العين بالنسبة للبياض المحيط به)، وخاصة إذا كان هناك فرق بين العينين.
كذلك من أعراض الجلوكوما عند الأطفال الآخرى ملاحظة تغير اللون الأبيض للصلبة (المحيطة بالقرنية) حيث يميل قليلا للون الأزرق، بينما تلاحظ أن القرنية (وهي الجزء الشفاف الذي تري من خلاله الحدقة ولون القزحية) تفقد صفاءها وتبدو أكثر تعتيما، بحيث لا يظهر بوضوح لون القزحية من خلالها.
وتستطيع الأم ملاحظة أعراض الجلوكوما عند الأطفال بسهولة وخاصة إذا وجدت في عين واحدة ومقارنتها بالعين الأخرى. علي الأقل تدرك أن هناك اختلاف بين العينين يستدعي استشارة الطبيب.
كما تلاحظ الأم أيضا أن وليدها يغلق عينه عند التعرض للضوء الساطع، وأن عينه تدمع بشكل متكرر وربما يصيبه العطاس عند إضاءة نور الغرفة.
عندما تلاحظ الأم أو طبيب الأطفال هذه التغيرات بالعين يقوم باستشارة طبيب العيون فورا الذي يقوم بفحص العينين فحصا كاملا ودقيقا (غالبا تحت تأثير منوم أو مخدر عام)، وذلك لقياس ضغط العين وقطر القرنية وطول العين وفحص قرص العصب البصري وزاوية التصريف وقياس درجة الانكسار إن أمكن، والتأكد من عدم وجود عيوب خلقية أخري بالعين، وبذلك يستطيع أن يثبت أو ينفي وجود المياه الزرقاءفي العين عند الرضع.
إذا كان الطفل في عمر الدراسة يمكن معاينته اكلينيكيا في العيادة الطبية بدون تخدير وقياس النظر واجراء الفحوص الطبية الخاصة بالمياه الزرقاء، مثل فحص مجال الرؤية وتصوير قرص العصب البصري وخلافه.
يختلف علاج المياه الزرقاء في العين عند الرضع و الأطفال عن الكبار؛ حيث أن العلاج الدوائي بالقطرات الطبية التي تخفض توتر العين يحمل كثيرا من الصعوبة لدي الأم التي تضع القطرات لطفلها، وكون هذا العلاج دائم ومستمر لفترات طويلة من العمر ولا يخلو من آثار جانبية، لذلك يستخدم الأطباء القطرات الطبية لفترة وجيزة ويعتبر العلاج الجراحي هو العلاج الأنجح لجلوكوما الأطفال.
تتدرج العمليات الجراحية لعلاج الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة، حيث تبدأ بإجراء جراحة بسيطة لفتح زاوية التصريف سواء من الداخل أو من الخارج لزيادة خروج ماء العين من داخل الحجرة الأمامية الي الأوعية الدموية خارج العين، ويمكن تكرار هذه العملية إذا عاود ضغط العين الارتفاع مرة أخري.
وفى الغالب فإن نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء عند الأطفال تكون مرتفعة؛ خاصة وأن الأعصاب في تلك الفترة لاتزال في مرحلة النمو، ولا تضغط على العين بشكل كبير، لذلك فإن نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء عند الأطفال قد تصل إلى 90%.
من المهم جدا للطبيب عند تشخيص الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة أن يشرح الحالة بشكل تفصيلي للأب والأم، وأن يشرح لهم كيف يلاحظون التغيرات المختلفة علي العين وطريقة وضع القطرات وأن يضع أمامهم التصور المستقبلي المحتمل لتطور الحالة ونسب النجاح لكل تدخل جراحي، وأن يطمئنهم أن نسبة كبيرة جدا من الأطفال يتم علاجهم والسيطرة علي المرض، لكن هذا المشوار طويل ويحتاج الي الصبر والمثابرة والمتابعة المستمرة.
الهدف الرئيسي لعلاج الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة هو خفض توتر العين وبالتالي عودة الصفاء للقرنية التي تسمح بدخول الضوء الي الشبكية، وفي نفس الوقت حماية الألياف العصبية من الضرر لضمان نقل الإشارة العصبية الي مراكز البصر في المخ.
كلما تم الإسراع في علاج الزرقة عند الاطفال حديثي الولادة، كلما زادت نسبة نجاح عملية المياه الزرقاء عند الأطفال واستعاد الطفل نظره بالشكل السليم وينمو مثل أي طفل طبيعي قادر علي الرؤية العالم المحيط به بصورة طبيعية والتفاعل معها، وهذا يحدث لمعظم الحالات إذا تم اكتشافها مبكرا والتعامل معها بالشكل السليم.
التغيرات التي تحدث في عين الطفل نتيجة ارتفاع ضغط العين، مثل تمدد القرنية وكبر حجم العين تتسبب في حدوث قصر نظر في هذه العين يحتاج لتصحيحه بنظارة طبية.
كما أن وجود رشح وتعتيم في القرنية، نتيجة زيادة الضغط، تمنع الضوء من الدخول بشكل سليم الي الشبكية، قد يتسبب في حدوث كسل وظيفي بالعين، وبالتالي تحتاج العين بعد علاج الضغط وزوال العتمة إلى علاج مكثف لتنشيط العين من الكسل؛ كي تستعيد قدرة الإبصار بشكل كامل.
في الحالات المتقدمة نتيجة لوجود ضرر شديد بالعصب البصري أو تعتيم كثيف بالقرنية لا يمكن علاجه، نستطيع تقديم بعض المعينات البصرية الخاصة لضعاف البصر؛ لتأهيلهم بصريا ومساعدتهم علي التفاعل مع العالم المحيط وكذلك التحصيل الدراسي اللازم.
في الختام، تعتبر الزرقة عند الأطفال حديثي الولادة حالة خطيرة تتطلب اهتماماً فورياً وعلاجاً دقيقاً لضمان الحفاظ على بصر الأطفال وسلامة عيونهم. من خلال التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة مع أطباء متخصصين مثل الدكتور نادر ممتاز، يمكن تحقيق نتائج إيجابية وفعالة في علاج هذا المرض. نأمل أن تكون هذه المقالة قد وفرت لكم فهماً شاملاً حول المياه الزرقاء عند الرضع وأهمية التعامل السريع معها. لا تترددوا في استشارة الأطباء المختصين للحصول على الدعم والرعاية اللازمة لأطفالكم.
نعم، يمكن أن يصاب الأطفال والرضع بالمياه الزرقاء، وهي أكثر شيوعاً عند كبار السن، ولكن جميع الأعمار عرضة للإصابة بالمرض بدءًا من الولادة وحتى سنوات الصبا.
أنواع الزرقة تشمل الزرقة الخلقية الأولية، الزرقة الخلقية المصحوبة بعيوب خلقية أخرى، جلوكوما الأطفال الثانوية، وزرق الأحداث (الجلوكوما الصبيانية). هل يمكن أن يصاب الأطفال والرضع بالمياه الزرقاء؟
ما هي أنواع الزرقة عند الأطفال حديثي الولادة؟